الـــــمطبوعــــات


١٠٠ جــريـــمـــــــــــــــــة في طرق غسل الأموال

يزداد الاهتمام بموضوع مكافحة غسل الأموال يومًا بعد يوم. ويرجع هذا الاهتمام المتزايد إلى الأزمات الكبيرة التي تعرضت لها العديد من المراكز المالية في العالم، وكذلك بسبب تأثير هذا النشاط على استقرار أسواق المال الدولية وما يُلْحِقُهُ من أضرار بالغة بالقطاع المصرفي والمالي، وذلك انطلاقًا من الحجم المتزايد والمتنامي لعمليات غسل الأموال ومن ثَم العمل على إدخال هذه الأموال في نطاق الأنشطة التجارية والاقتصادية المشروعة، وصولًا إلى تداولها واستثمارها بصورة طبيعية.
وتهدف جريمة غسل الأموال إلى إضفاء شرعية قانونية على أموال محرَّمة؛ بغرض حيازتها أو التصرف فيها أو حفظها أو استبدالها أو إيداعها أو استثمارها أو تحويلها أو التلاعب في قيمتها إذا كانت متحصلة من جرائم مثل: زراعة وتصنيع النباتات والمواد المخدرة وجلبها وتصديرها والإتجار فيها، وتجارة الأسلحة غير المشروعة، والإتجار بالبشر، والنصب وخيانة الأمانة والتدليس، والغش، والفجور والدعارة، والإتجار وتهريب الآثار، والرشوة، والتزوير، واختلاس المال العام والعدوان عليه، والغدر، وجرائم المسكوكات المزورة. وهي بذلك تعمل على تجهيز العائدات الإجرامية لإخفاء مصدرها غير المشروع حتى يتمكن المجرم من التمتع بهذه الأرباح دون تعريض مصدرها للخطر.
ويمر غسل الأموال بثلاث مراحل هي:
مرحلة الإيداع: فبعد الحصول على كميات كبيرة من الأموال غير المشروعة يجري التخلص منها من خلال العمل على إيداعها في البنوك، أو تحويلها إلى عملات أخرى.
مرحلة التمويه: يجري في هذه المرحلة تمويه مصدر الأموال غير الشرعية عن طريق اتباع عمليات مصرفية معقدة، وذلك باعتماد طريقة التحويل الإلكتروني أو تحويل هذه الأموال من بنك إلى بنك آخر.
مرحلة الدمج: وهي المرحلة الختامية في غسل الأموال، ويترتب عليها إضفاء طابع الشرعية على الأموال، ومن خلال هذه المرحلة يجري دمج الأموال المغسولة في الدورة الاقتصادية والنظام المصرفي؛ لكي تبدو وكأنها عوائد أو مكتسبات طبيعية لصفقات تجارية.
وهناك العديد من الطرق التي تتبعها عصابات غسل الأموال، فهي تمارس نشاطًا مشروعًا ظاهريًّا، كشراء العقارات والأراضي، وإنشاء المتاجر، واقتناء المجوهرات والسيارات الفارهة. وهي كلها أنشطة غطائية للأنشطة غير المشروعة. وفي هذه الجريمة تكثر الحكايات وتتعدد القصص، ويسعى المجرمون لابتكار الطرق والحيل لإتمام جرائمهم.
ويغطي هذ الكتاب 100 حكاية من طرق الجريمة “تم جمع القصص والحكايات المتعلقة بجرائم غسل الأموال من مصادر متنوعة ودول مختلفة من أجل تبادل الخبرات والتجارب ونشر الوعى والثقافة لمكافحة الجرائم المالية”. ويأتي هذا الكتاب ليكون حلقة أخرى من أبحاثي في هذا المجال، حيث سبق لي إصدار كتاب “مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وجهود دولة قطر”، فضلًا عن طرح مجموعة من الدورات والبرامج التدريبية. وأرجو أن يكون ذلك حلقة فعالة في جهود التوعية بهذه الجريمة والمساعدة في التصدي لها والحدِّ من آثارها.

عالم الوسادة

تحمل الرواية قصة أحمد الشاب القطري الذي رسم في خياله عالمًا جميلًا، من الأحلام في الوظيفة الحكومية، ولكن شغفه بالوصول الى درجة عالية من الوظيفة قد توقف فجأة بسبب سفره الى لندن، لمرافقة والده في رحلة علاجية. وها هو العمر يمر به سريعًا، باحثًا عن ملاذه وحياته، وكل يوم تتلقاه صعوبات الحياة وكأنها جدار عازل. وفي لندن تلتقي عيناه بعينين عربيتين صافيتين افتقدهما ولم يرهما منذ زمن. كانت أول فرحة تلاقيه. كانت نورة الفتاة الكويتية التي تتعالج من مرض السرطان، فتاة من أسرة ثرية تبحث عن ملاذها وحياتها، ابنة الثلاثين التي تزوجت صغيرة برجل كبير، وأصبحت أرملة وهي تمتلك ثروة كبيرة، وعليها أعباء إدارة الشركات والأسهم التي ورثتها، فهي امرأة تعيش حياة روتينية باردة، إلى أن دخل أحمد حياتها. وبدأت بينهما العلاقة التي تمسّك فيها أحمد بمبادئه العربية الشرقية، حيث كان صاحب عزّة النفس التي منعته من قبول أي هدية من نورة. ويغادر والده الحياة. ويدخل أحمد في حيرة كيف يترك نورة في لندن وهو عليه العودة الى قطر؟ ليعود أحمد يشكو حزنه وأحلامه إلى تلك الوسادة .. وسادة الأحلام. ومن أجواء الرواية نقرأ "عادت نورة إلى وسادتها لتحكي لها عما جرى .. وقد نقلته بحذافيره، كانت الدموع قد غزت عينيها، لكنها لم تستطع البكاء، تعلم أن زواجها من أبي ناصر عبارة عن صفقة كان أبوها بطلها، ولهذا أرادت استثمارها بالشكل الأمثل وسط انكساراتها وهي تعلم أن أباها يعاملها كسلعة تدخل في مفاوضات العمل والمشاريع .. لم تعد تستطيع مقاومة الهول والتفكير بما حدث وسيحدث وقد تركت الوسادة إلى جانبها ونامت ..

العمة

لقد اقترحت العمة "مدينة" اسم "دينا" على أخيها، ولم يكن في حالٍ تساعده في النقاش والجدال، وقد وافق على أن تكون ابنته "دينا"، وربما اختارت العمة هذا الاسم؛ كونه يُمثِّل جزءاً من اسمها، وكانت دائماً تُردد أن "دينا" تشبهني شكلياً وفكرياً، في وقت لم ترَ "دينا" ذلك الشبه واضحاً، كانت عمتها قد قاربت الستين عاماً، حنطية ذات شفتين غليظتين، وشعر أسود خالطه البياض، ولها عينان مدورتان وجاحظتان، وحاجبان مُهملان، قاسيةَ الطِّباع، تجد في الشدة وسيلة للتربية الصالحة كما تراها. العمة "مدينة" لها شخصية قوية، ولم يهزمها الزمن، وإن كانت السنوات استطاعت أن ترسم التجاعيد على وجهها إلا أنها لم تنل من قوتها وهيبتها. لم تهتز يوماً، وكل أفراد الأسرة يشهدون بشموخها وعظمتها، وقد كانت مشغولة دائماً بالبحث عن طريقة لتُحافظ بها على الإرث العائلي الذي تركه أبوها.

المحاسبة القضائية

نشأت المحاسبة القضائية لحاجة القضاء إلى خدمات المحاسبين في القضايا ذات الصّبغة المحاسبية والمالية، وتُعرَّف بأنَّها استخدام مهارات المحاسبة والمراجعة والمهارات التحقيقية في مساعدة القضاء في النزاعات ذات الصّبغة المحاسبية والمالية للوصول للحقيقة.
وتزايد الاهتمام بالمحاسبة القضائية بعد حدوث الانهيارات الاقتصادية للعديد من المؤسّسات الاقتصادية الدولية بسبب الاحتيال، مما أدى إلى زيادة الدَّعاوى القضائية ذات الصّبغة المالية أمام المحاكم، وفي الوقت الحاضر لم تعد خدمات المحاسبة القضائية مقتصرة على الجهات القضائية، بل أصبحت تُطلَب من جهات عديدة، مثل: البنوك، وشركات التأمين، والمنظمات الحكومية وغيرها.
ولقد تعددت أدوار المحاسب القضائي، فضلاً عن دوره في المحاكم كشاهد خبير، حيث يقوم بإنجاز المهمة المكلف بها من قِبل المحكمة، فإنه قد يقوم بدور: المستشار، أو الوسيط، أو المُحكّم. وتستمد المحاسبة القضائية أهميتها من مجالات الخدمات التي تقوم بها، وتتضمن زيادة الثقة في القوائم المالية والمعلومات المحاسبية من خلال: كشف ومنع وردع الاحتيال، والدعم القضائي، ومكافحة غسل الأموال، والمساعدة في حوكمة الشركات، وتقدير الخسائر والأضرار الاقتصادية، وتقييم أنشطة الأعمال، وخدمات الحاسوب القضائية، ومكافحة وكشف التهرب الضريبي، وحل الكثير من النزاعات ذات الصّبغة المالية؛ وذلك بسبب الخصائص والمهارات والخبرة التي يتميز بها ويمتلكها المحاسب القضائي.
وتحتاج ممارسة خدمات المحاسبة القضائية من المحاسب القضائي أن يكون مُلِمَّاً بمجموعة من مهارات المعرفة المختلفة كـ: مفاهيم وتطبيقات المحاسبة، ومهارات وأساليب المراجعة، ومهارات كتابة التقرير، ومهارات التقصي والتحقيق، وممارسة أعلى درجات الشك المهني، في ضوء المعرفة بـ: الأمور القانونية، وتكنولوجيا المعلومات، والمعرفة بعلم النفس، والمعرفة بعلم الإجرام، والمعرفة بالقانون المدني والجنائي والإجراءات القضائية، والإلمام بالقوانين والمعايير المهنية المطبقة التي تستخدم لتقديم رأي مهني مستقل حول المشاكل القانونية والدعاوى القضائية، ومنع أو الحد من جرائم الاحتيال والفساد المالي واكتشافها، والتقرير عنها، وتحديد الأشخاص المسؤولين عنها والمتواطئين معهم.
وعلى المستوى الشخصي، يجب أن يتميز المحاسب القضائي بـ: الثقة الشخصية، والحزم، والمثابرة، والمرونة، والشك المهني، والقدرة على المحاجة والمجادلة، والقدرة على التواصل مع الناس، والعمل ضمن فريق، فضلاً عن امتلاك: مهارة التحليل، ومهارات المحاسبة والمراجعة، ومهارات حل المشاكل، ومهارات تحليل البيانات، وإجراء المقابلات، واستخلاص المعلومات.
وفي هذا الكتاب، نتناول موضوع المحاسبة القضائية من خلال أربعة فصول.
خصصنا الفصل الأول منها للإطار العام للمحاسبة القضائية، بما يشمل: المفهوم، وتاريخ نشأتها، وأسباب ظهورها، وأهدافها، وأهميتها، والموضوعات التي تهتم بها، والفرق بينها وبين التدقيق، وأخلاقيات المهنة.
وفي الفصل الثاني، نتناول إجراءات وأساليب المحاسبة القضائية، والتقنيات التي تساعد المحاسب القضائي في إنجاز مهامه، وأثر المحاسبة القضائية في تعزيز البيئة المالية والمحاسبية، وخصائص الخبرة القضائية.
ويستعرض الفصل الثالث دور المحاسبة القضائية في مكافحة غسل الأموال والحد من التهرب الضريبي. وتم تخصيص الفصل الرابع للتعرف إلى دور المحاسبة القضائية في تطبيق الحوكمة ومكافحة الفساد المالي والإداري. وأرجو أن يكون هذا الكتاب إضافة إلى ما سبقه من جهود بحثية وعلمية تصب في مصلحة المحاسبة القضائية وتعزيز دورها. وأن يكون كذلك مصدراً مهما للباحثين ورافداً حقيقياً للمكتبات العربية؛ لزيادة ونشر الوعي في المجتمع بأهمية هذا العلم بما يعود بالنفع على الأفراد والمجتمعات.

مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وجهود دولة قطر

اتسع نطاق جرائم غسل الأموال في السنوات الأخيرة وأصبحت في مقدمة الأنشطة الإجرامية الأشد خطورة على المستوى الدولي؛ نظرًا لطبيعتها وآثارها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية. ويلزم لإضفاء الشرعية على الأموال الضخمة المتولدة من هذا النشاط إدخالها وغسلها في نظم الصيرفة والأعمال الدولية عبر مجموعة مراحل.
وقد تضافرت عدة عوامل رئيسية تسببت في تشجيع وتسهيل عملية غسل الأموال، التي من أهمها التقدم التكنولوجي وعولمة الأسواق والتدفقات المالية والمنافسة الشديدة بين المؤسسات المصرفية والمالية، علاوة على الاضطرابات السياسية والاقتصادية. ويستغل المجرمون كل هذه الاتجاهات بما يضمن لهم بيئة مثالية لغسل الأموال المكتسبة بصورة غير قانونية.
ويُعَد عالم المال غطاءً لجميع ممارسات الدولة، لذا ازداد الاهتمام به وفقًا للضوابط الدولية والمحلية لأن العالم متشابك. وبذلك تقع على المؤسسات المالية المسؤولية الكبرى في مكافحة غسل الأموال؛ حتى تبتعد بنفسها عن المشاركة في هذه الجرائم التي تلحق الأضرار بها وبكافة القطاعات الاقتصادية، إذ إن عمليات غسل الأموال تشكل تهديدًا لاستقرار النظام المالي. فعندما تتورط مؤسسات القطاع المالي في عمليات غسل الأموال فإنها تفقد الثقة والسمعة، وبالتالي يحجم العملاء والمستثمرون عن التعامل معها ما يعرضها لأزمات تمتد لتطال الاقتصاد الوطني.
ونتيجة لتزايد أنشطة جرائم غسل الأموال، فقد زاد الاهتمام الدولي بمكافحتها والحد من آثارها. وبناءً على هذه الجهود تبلورت العديد من الاتفاقيات والمواثيق، ومنها اتفاقية فيينا لمكافحة الإتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية عام 1988، كما تأسست مجموعة العمل المالي FATF عام 1989 من الدول الصناعية السبع الكبرى وخرج عنها ما يعرف بالتوصيات الأربعين التي قامت عليها معظم التشريعات الخاصة بقوانين مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ومبادئ لجنة بازل، علاوة على العديد من المؤتمرات الدولية ذات الصلة بمكافحة غسل الأموال وعائدات الجريمة، التي عقدت تحت مظلة الأمم المتحدة. وهذا يدل على قناعة دولية بأن التعاون الدولي يمثل شرطًا لازمًا وضروريًّا لمكافحة هذا النوع من الجرائم التي تمثل أحد التحديات التي تواجه الإنسانية باعتبارها من أخطر الجرائم الاقتصادية.
وقد عملت دولة قطر على وضع إستراتيجية وطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتشهد هذه الإستراتيجية تعاونًا كاملًا بين جميع جهات إنفاذ القانون في الدولة من أجل حماية الاقتصاد والمجتمع من هذا النوع من الجرائم. وتشمل جهود دولة قطر التشريعات والقوانين واللوائح والأنظمة والتدريب. كما تستضيف دولة قطر وتشارك في العديد من المؤتمرات التي تكافح تلك الجرائم. وتلتزم قطر بتوصيات مجموعة العمل المالي (فاتف) الأربعين، وذلك بصفتها عضوًا في مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (المينا فاتف) وهي إحدى الدول المؤسسة لها، وغيرها من الإجراءات التي تعزز التزامها بالمعايير الدولية ذات الصلة. الأمر الذي يجعل منها نموذجًا مهمًّا في هذا المجال. وتظهر نتائج هذه الجهود في ارتفاع معدلات التنمية وجاذبية الاقتصاد القطري للاستثمارات الأجنبية.
وفي هذا الكتاب نتناول موضوع مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب من خلال سبعة فصول. خصصنا الفصل الأول منها للإطار العام حول مفهوم هذه الجريمة وتاريخها والمراحل التي تمر بها. وفي الفصل الثاني نتناول أسباب غسل الأموال وآثاره من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والأمنية على الفرد والمؤسسات والدولة. ويستعرض الفصل الثالث مصادر الأموال المراد غسلها والأساليب التي يلجأ لها مرتكبو هذه الجريمة على مستوى البنوك والمؤسسات المالية والمجالات غير المالية. وتم تخصيص الفصل الرابع للتعرف إلى الإجراءات الوقائية ضد أنشطة غسل الأموال بما يساعد المؤسسات المصرفية والمالية وغير المالية على توخي الحيطة والحذر في مواجهة العملاء والعمليات المشبوهة. ويتطرق الفصل الخامس إلى آليات مكافحة غسل الأموال، ويشمل ذلك الإبلاغ ودور وحدات المعلومات المالية. ويقدم الفصل السادس جهود دولة قطر في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وأخيرًا يستعرض الفصل السابع الجهود الدولية في هذا المجال.
وأرجو أن يكون هذا الكتاب إضافة إلى ما سبقه من جهود بحثية وعلمية للتصدي لهذه الجرائم والحد من آثارها على الإنسانية. وأن يكون كذلك مصدرًا مهمًّا للباحثين ورافدًا حقيقيًّا للمكتبات العربية لزيادة ونشر الوعي في المجتمع.

وقفات اقتصادية في زمن كورونا

وجَّهت جائحة كورونا ضربات موجعة إلى الاقتصاد العالمي، ورغم أن التداعيات البشرية والاقتصادية للجائحة لا يمكن حصرها حتى الآن، فإن المؤكد أن الخسائر في هذين المجالين ستكون كبيرة، وتجعل مواطن الضعف القائمة بالفعل على صعيد الاقتصاد العالمي عرضة لاضطرابات اقتصادية ومالية أكثر. وقد أدت الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول لمنع انتشار فيروس كورونا وتعليق الحركة التجارية إلى وقف تام لمعظم الأنشطة الاقتصادية. وليس من الممكن حتى الآن في هذا التاريخ الوقوف على مدى الضرر الذي ألحقه كورونا بالاقتصاد، أو المدة الزمنية التي سيستغرقها الاقتصاد العالمي للتعافي من هذه الأزمة؛ إذ إنه في حالة عدم التوصل إلى لقاح للفيروس وتوفيره للجميع فإن الإجراءات الاحترازية ستستمر بشكل أو بآخر. وانعكس انتشار الفيروس على النمو الاقتصادي والطلب العالمي على النفط الذي كان يعاني من انخفاض الأسعار قبل الجائحة، بل إن انتشار هذا الوباء أثر بالسلب في معنويات المستثمرين سيما مع تخفيض أسعار الفائدة، وهو ما دفع الكثير منهم إلى التوجه نحو الأصول الآمنة على غرار الذهب، والتي يُنظر إليها كملاذ آمن للتحوط في أوقات الأزمات.
وأدى وقف الأنشطة إلى ازدياد معدلات البطالة، كما أدت الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول وحالة الإقفال شبه التام إلى تعطل عجلة الإنتاج؛ إذ أغلقت معظم دول العالم حدودها، كذلك تم وقف حركة النقل الجوي وفرض قيود صارمة على السفر؛ مما نتج عنه توقف إيرادات السياحة وتراجع مصادر العملات الصعبة التي تحتاجها الدول في الاستيراد، ومن ثم انخفاض الطلب وتوقف دورات الإنتاج.
ورغم الآثار السلبية للجائحة فإنها عززت دور التكنولوجيا في تسيير الأعمال والحصول على الخدمات، وتوفير البدائل لانتظام العملية التعليمية والعمل عن بُعد للحد من الاختلاط، كما أظهرت أهمية القوة الرقمية والمعلوماتية ووسائل الدفع الإلكترونية.
ولفتت الجائحة الأنظار إلى الحاجة الملحة للاهتمام بالبحث العلمي، وزيادة الإنفاق على الخدمات الطبية، وتوطين التكنولوجيا والصناعات، والعمل على الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية والأدوية، واتخاذ إجراءات على صعيد السياسات الصحية والاقتصادية، بما في ذلك التعاون الدولي، للتخفيف من آثارها، وتقوية قدرات الدول على الوقاية من أحداث مماثلة في المستقبل والتصدي لها.
وفي هذا الكتاب نستعرض آثار انتشار فيروس كورونا على الاقتصادات العالمية من خلال بعض القطاعات مثل أسواق المال، والسياحة والسفر، والمولات والمراكز التجارية، والبطالة، وسوق السيارات، ومستقبل العملات النقدية، والموازنات الحكومية، والقطاع المصرفي، وميزانية الأسرة. كما نتطرق إلى ما أفرزته الجائحة من دروس مستفادة في ترشيد الإنفاق، والاستثمار الأمثل للموارد، والمسؤولية المجتمعية للشركات، والاهتمام بتقنية المعلومات، ومساعدة القطاع الخاص في وجه الأزمات، والإنفاق على القطاع الصحي. هذا علاوة على جهود دولة قطر في التعامل مع الأزمة والحد من آثارها؛ حيث قدمت قطر نموذجًا ناجحًا في تجاوز تداعيات الفيروس على الاقتصاد بتحقيق التوازن بين الاهتمام بالوقاية والعلاج في جائحة كورونا مع المحافظة على الأداء الاقتصادي وتعزيز الموارد؛ ليعبر عن دولة رائدة وقيادة حكيمة.

أحبو بني تميم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد القائل: "هم أشد امتي على الدجال" ، والقائل "هذه صدقات قومنا" . فهؤلاء هم بني تميم هامة مضر.. والكاهل الأشد .. وقاعدة العرب الكبرى. وكفى بنسبهم شرفاً أن يثبته أصدق وأشرف الخلق، فقد نسب صلى الله عليه وسلم هذه القبيلة إلى إسماعيل عليه السلام .. وقوله هذه صدقات قومنا تصريح بالتقاء نسبه صلوات ربي وسلامه عليه مع تميم في مضر. عزيزي القارئ أقدم هذا الكتاب المتواضع لعل الله أن ينفع به العاقل الذي يحب الحقيقة، والباحث الذي يطلب المعرفة، وأولئك الذين لا ينكرون لرسول صلى الله عليه وسلم قولاً. وأرجو أن تكون لي إضافة حقيقية في تسليط الضوء على أمجاد وتاريخ هذه القبيلة، التي كتب عنها المؤلفون الكثير، وهي جديرة بذلك، لما فيها من مآثر تؤكد على أن كيان بني تميم سيبقى معروفًا ومشهودًا له ومحفوظًا عبر التاريخ. وفي الحقيقة فإنني لا أدعي الكمال. ولكن اتمنى أن يكون بحثي هذا إنطلاقة لبحوث أخرى تعالج بعض الموضوعات التي لم اتطرق لها أو تتناول بعض مما جاء فيه بالمزيد من التوسع، بما يثري الحركة البحثية بصفة عامة، ويصب في صالح عالم المكتبات بصفة خاصة. وقد قمت بتقسيم الكتاب إلى خمسة فصول، ففي الفصل الأول نلقي الضوء على نسب قبيلة بني تميم، وبطونهم، ومكانتهم، وبطولاتهم في الجاهلية وأشهر الأبطال الذين برزوا منهم ونختم الفصل بأيامهم في الإسلام. وفي الفصل الثاني تناولت كيفية دخولهم الإسلام وقصة وفدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والآيات التي نزلت في حقهم مع ذكر المهاجرين والصحابة والصحابيات، ورجال الحديث ورواته من بني تميم، ثم تقديم بعض الأبطال الذين كان لهم دور مشهود في نصرة الإسلام. أما الفصل الثالث فقد تم تخصيصه لعلاقة الرسول صلى الله عليه وسلم ببني تميم، وقد تطرقت فيه إلى صلة القرابة والنسب التي تجمع بين قبيلة بني تميم والرسول صلى الله عليه وسلم، مع ذكر نماذج من المصاهرة بينهما، ثم أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم في بني تميم، والتي تثبت مدى حبه لهم ومكانتهم عنده. وكيف سار على نهجه الصحابة والتابعين في بيان مناقب هذه القبيلة من خلال بعض الأقوال أيضا. ثم قمت بتخصيص الفصل الرابع لأعلام بني تميم وأشهر الشخصيات فيهم، مع بيان وجه البطولة والصفات التي اشتهروا بها، ثم أسماء خيولهم حيث اشتهر أبناء القبيلة بحبهم للخيل وبرز منهم الكثير من الفرسان، كما تطرق الفصل إلى حكماء وأجواد وخطباء بني تميم وأقدم شعرائهم. أما الفصل الخامس فقد تم تخصيصه لأهم القيم والصفات التي تحلت بها هذه القبيلة مثل الحلم والكرم والجود والشجاعة والقوة والحكمة والصدق والفراسة. مع تناول بعض القصص والمواقف التي تبرهن على تأصل هذه الصفات في بني تميم، وكيف كان لهم الحظ الأوفر منها، الأمر الذي أنزلهم هذه المنزلة التي حظوا بها بين القبائل.

الشركات المساهمة في ميزان الحوكمة

تعاظم الاهتمام بمفهوم حوكمة الشركات فى العديد من الاقتصادات المتقدمة والناشئة خلال العقود القليلة الماضية، وخاصة فى أعقاب الانهيارات الاقتصادية والأزمات المالية التى شهدتها عدد من دول شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وروسيا فى عقد التسعينات من القرن العشرين، وكذلك ما شهده الاقتصاد الأمريكى من تداعيات الانهيارات المالية والمحاسبية لعدد من أقطاب الشركات والمصارف الأمريكية العالمية؛ نتيجة الخلل في القوانين والتشريعات التي تحكم بيئة الأعمال والأنشطة التجارية، والتي كانت نتيجتها الكثير من حالات الإفلاس والتعسر المالي للعديد من الشركات وتضرر آلاف المساهمين وأصحاب رؤوس الأموال. وفى ظل هذه المستجدات وتشابك المصالح الاقتصادية العالمية والتأثير المتبادل لأسواق المال، فقد تنبه العديد من الاقتصاديين والمحللين والخبراء إلى أهمية ومدى تأثير مفهوم حوكمة الشركات وحاجة المجتمعات إليها في النواحي الاقتصادية والاجتماعية، بما يعمل على سلامة الاقتصادات وتحقيق التنمية المستدامة. كما دفعت هذه الانهيارات أيضاً إلى البحث عن الدور الحيوي لمجلس الإدارة ولجان المراجعة والمراجعين الداخليين والخارجيين في عمليات حوكمة الشركات، حيث تعتبر كل هذه الأطراف وسيلة إشرافية على جودة التقارير المالية، كما أن هذه الأطراف عليها مسؤولية كبيرة في التأكد من التطبيق الفعلي للقوانين واللوائح وبذلك فإنها تعمل على تطبيق نظام حوكمة فعال يمنع حالات التلاعب والغش والفساد وسوء الإدارة وأيضا تحسين صورة الشركة وتعزيز ثقة الجمهور فيها. ونظراً للتزايد المستمر الذى يكتسبه الاهتمام بمفهوم الحوكمة، فقد حرصت عدد من المؤسسات الدولية على تناول هذا المفهوم بالتحليل والدراسة، وعلى رأس هذه المؤسسات كل من: صندوق النقد والبنك الدوليين، ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية OECD التي أصدرت مبادئ حوكمة الشركات والمعنية بمساعدة كل من الدول الأعضاء وغير الأعضاء بالمنظمة لتطوير الأطر القانونية والمؤسسية لتطبيق حوكمة الشركات، من خلال تقديم عدد من الخطوط الإرشادية لتدعيم إدارة الشركات وكفاءة أسواق المال واستقرار الاقتصاد ككل. وقد أثبتت التجارب أن نجاح الحوكمة يتطلب الفهم الشامل والصحيح والاقتناع بدورها والالتزام السليم بالتطبيق، إلى جانب وجود آليات تفعيل مبادئ الشفافية والنزاهة والمساءلة والمحاسبة ومكافحة الفساد؛ حيث إن هذه الآليات هي صمام الأمان للتطبيق الجيد لمبادئ الحوكمة. ومن ثَمَّ حماية الشركات والمؤسسات من الانهيارات وتدعيم قدرتها التنافسية. ويضم هذا الكتاب أربعة فصول ترتبط بموضوع الحوكمة وآليات تطبيقها، وهي: الفصل الأول: يتناول الإطار العام للحوكمة والعلاقة بين الحوكمة والعولمة ودور وسائل الإعلام في تفعيل مبادئ الحوكمة. الفصل الثاني: وتم تخصيصه لبعض نماذج الحوكمة على المستوى الدولي وكذلك مبادئ الحوكمة عند المؤسسات الدولية التي تولي الموضوع أهمية كبرى. الفصل الثالث: ويستعرض دور الجهات الرقابية في تطبيق الحوكمة بصفتها جهات إشرافية منوط بها سلامة التقارير المالية والتطبيق الفعلي للنظم والقوانين، بما يضمن سلامة الممارسات العملية. الفصل الرابع: ومن خلاله نبرز أهمية الحوكمة في محاربة الفساد علاوة على دورها كأداة للتنمية، ومساعدة الشركات والمؤسسات وأسواق المال على الاضطلاع بدورها في رفع معدلات النمو الاقتصادي بما يعود بالنفع على المجتمع. ونحن نأمل أن يكون هذا الكتاب إضافة مفيدة للقراء والمهتمين بالتطبيق العملي لحوكمة الشركات.

عائلتنا بلا وريث

تزاحمـت نظـرات فاطمـة المدلجـة بعـبء الذكريـات نحـو ابنهـا. كانـت تفتـح لـه كتـاب العائلـة التـي تشـبعت بقيـم الزهـد والرضـا بالقـدر مـذ غرسـت فــي روحهــا فســيلة الحيــاة وســقيت بغيــم الحــب والرضــا الــذي مــا بــرح المـكان ولا النفـوس. ومـع كل صرخـة حيـاة، وبيـن حبـات الطيـن نمـا غصـن ينبـض إخضـرار، فيبعـث الحيـاة مـن جديـد وتتشـعب علـى سـقيه جـذور، ...فتتأصل في تربته تســرد فاطمــة، لابنهــا ماجــد، الــذي اســمته علــى اســم والدهــا قصــة العائلـة والوالـد الـذي غـاب عـن العائلـة، فأصبـح فـي عـداد الموتـى بعـد يــأس العائلــة فــي عودتــه. ولكــن تكتشــف بمــرور الزمــن أن والدهــا لــم يمــت ولكنــه فقــد ذاكرتــه بعــد أن ســقط مــن علــى ظهــر راحلتــه. أنقــذه رجـل وأخـده إلـى بيتـه، حيـث عـاش معـه بعـد أن زوجـه أختـه التـي انجبـت ولــدا ســمي ســعيد، فصــار طبيبــا. هــذا الطبيــب سيشــرف علــى عمليــة إنجــاب بواســطة اµنابيــب µختــه مــن أبيــه فاطمــة. فتنجــب ولــدا سـيؤرقه سـؤال وجودي عمن يكون وابن من يكون ؟

الفساد المالي والإداري

يُعد الفساد من أقدم الظواهر التي عرفتها البشرية على مر العصور، وقد كانت السبب في انهيار الكثير من الحضارات والأنظمة، وتزايدت هذه الظاهرة وتزايد الاهتمام بها بشكل ملحوظ فى الأونة الأخيرة.
وهي ظاهرة لا تتقيد بالحدود الزمنية ولا بالحدود المكانية، حيث لا يقتصر وجودها على مجتمع أو دولة بعينها، فهو موجود في الدول المتقدمة والدول النامية على السواء وإن كان بدرجات مختلفة، واستشراؤة في الدول النامية أكثر وتأثيره أخطر.
ورغم أن الفساد ظاهرة قديمة إلا أن تأثيره أصبح كبيراً بسبب ارتباطه بالعولمة وإزالة الحواجز بين الدول في مختلف الميادين، لا سيما الجوانب الاقتصادية وما يرتبط بها من حرية التجارة والشركات عابرة القارات وسهولة انتقال رؤوس الأموال، وبالتالي ظهور ما يسمى بالجريمة المنظمة وغسيل الأموال، الأمر الذي يترتب عليه تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي وضياع الموارد. وهو على هذا النحو مشكلة تتسم بالخطورة، وهذا بالنظر للآثار السلبية الضارة المترتبة عليه، فهو وباء يهدم القيم الأخلاقية، ويعيق برامج التنمية، ويفسد الحياة الاجتماعية والسياسية، والمساواة في المجتمعات وبالتالي ضياع الشعور بالمواطنة.
وتأخذ ظاهرة الفساد صوراً متعددة، ولم يعد من الممكن التعامل معها من خلال الإجراءات الوطنية فقط، خاصة في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل، الذي كان من انعكاساته السلبية تطور وسائل وأساليب ارتكاب الفساد واتخاذه أشكالاً جديدة قد يصعب التعرف عليها بالوسائل العادية.
ومن هنا تأتي أهمية دراسة ظاهرة الفساد ولفت الانتباه إلى تعدد الآثار الناجمة عنها مع اختلاف أسبابها وأنماطها وتشعب مجالاتها، واعتبارها من الجرائم الأكثر تعقيداً، مما يستدعي محاربتها بوسائل وآليات حديثة ومتعددة وعلى كافة المستويات الوطنية والدولية.
وبالرغم من تشابه الأسباب الرئيسية لظهور الفساد وانتشارة في معظم المجتمعات إلا أنه يوجد بعض الخصوصيات في تفسير ظاهرة الفساد بين شعب وآخر تبعا لاختلاف الثقافات والقيم السائدة، كما تختلف النظرة إلى الظاهرة باختلاف الزاوية التي يُنظر إليها من خلالها وذلك ما يبين رؤية اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، وهو ما يتضح في توصيف مفهوم الفساد وتحديد أبعاده وأنواعه.
وبالنظر لكل هذه الاعتبارات، فقد حظي موضوع مكافحة الفساد باهتمام كبير في كل الدول، فلا تكاد تخلو برامج الحكومات المختلفة من خطط مكافحة الفساد والحد منه، وقد شهدت بداية القرن الواحد والعشرين اهتماماً حقيقياً بالتصدي له، وعملت المنظمات الدولية والإقليمية على اعتماد مجموعة من التشريعات والقوانين ضد هذه الظاهرة الخطيرة والعمل على وضع آليات فعالة لمعالجتها، وتتنوع التدابير والإجراءات فهناك التدابير الوقائية والردعية علاوة على ضرورة التعاون الدولي في محاربة الفساد من خلال المساعدات القانونية، وتبادل الخبرات، واسترداد عائدات الفساد، وتسليم المجرمين.
ولم يقتصر دور المنظمات الدولية والإقليمية على تبيان وإظهار آليات مكافحة الفساد، وإنما امتد الأمر إلى إلزام الدول الأطراف في هذه الاتفاقيات بضرورة أن تشمل قوانينها الداخلية أحكاماً تتعلق بمكافحة الفساد وارتبط ذلك الإلزام بتوقيع بعض الجزاءات والحرمان من المساعدات الاقتصادية في حالة عدم توافق هذه الدول مع متطلبات الحكم الرشيد وتعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة.
إن مكافحة الفساد ليست مجرد شعارات ودعايات إعلامية، بل إن الأمر يحتاج إلى استراتيجيات متكاملة ومدروسة، تأخذ بعين الاعتبار التشخيص العلمي للظاهرة ودراسة جميع جوانبها، وتحديد المفهوم، كما تستدعي بيانا لأسباب انتشاره في المجتمع، وتوضيح أبرز صوره وأشكاله، والآثار المترتبة عليه، وسبل مكافحته، وتهيئة الرأي وبناء إدارة سياسية لمواجهته.
وعلى هذا الأساس تم تقسيم هذا الكتاب إلى ثلاثة فصول هي:
الفصل الأول: وتم تخصيصه للإطار العام للفساد ونتناول فيه مفهوم الفساد، وأنواعه، وأسبابه، وآثاره على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. بجانب إفرازات العولمة بشأن الفساد.
الفصل الثاني: ويستعرض جهود المنظمات الدولية في مكافحة الفساد ومنها منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة الشفافية العالمية، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والمنظمة العالمية للتجارة، الاتفاقية العربية، ثم تسليط الضوء على جهود دولة قطر في هذا المجال من خلال الهيئات المتخصصة ومنها هيئة الرقابة الإدارية والشفافية وديوان المحاسبة، وهيئة قطر للأسواق المالية وما حققته دولة قطر من انجازات جعلها في قمة المؤشرات العالمية، الأمر الذي ينعكس ايجاباً على الاستقرار الاجتماعي وتسارع معدلات النمو وتحقيق الرفاهية.
الفصل الثالث:وعرجنا فيه إلى آليات مكافحة الفساد، مثل: الحوكمة، والشفافية، والمساءلة، والنزاهة، والإفصاح مع بيان كافة الجوانب المرتبطة بكل آلية من هذه الآليات وكيفية تطبيقها وتفعيل الاستفادة منها.
وعليه اتمنى أن يكون هذا الكتاب إضافة لما سبقه من دراسات لتأسيس منهجية علمية وبحثية للتصدي لهذه الظاهرة والحد من خطورتها على تنمية المجتمعات.

الخطابة

هــي الحيــاة تمضــي عجلة ٍ ، كأنــاس ٌ فــي محطــة قطــار، صاعــد ٌ ونــازل ّ ، غيــر أن الجميــع يشــترك فــي طقــوس الرحيــل... أدرك ّ فيصـل ذلـك، فـي لحظـة سـكون وتفكَـر. أدرك أنـه هنـاك، فـي ٌ زاويــة مــن زوايــا القلــب، يســطع ضــوء، قــد جعــل ليومياتــه ً البسـيطة معنى مختلفـ، حيـاة أخـرى تـدب ّ فيهـا بعـد أن تعـرف علـى الخاطبـة نـورة، فصـار فـي ترقـب دائـم لمفاجـآت استشـعر منهـا الفـرح. نعـم، أصبحـت هنـاك حيـاة مغايـرة تمامـا لمـا كان يعيشه من قبل

امرأة في زمن الحصار

رواية اجتماعية تجسد أحداثها أسرة قطرية .. تصرخ في كل أركان وزوايا البيت عندما يُفرض الحصار على قطر وشعبها. سيما عندما يكشف عن وجهه القبيح ليرتدي ثوب الصراع ويفقد كل المشاعر الإنسانية دون مراعاة لأية روحانيات فتتساقط الأخلاق في شارع الصراع السياسي كما تتساقط أوراق الأشجار في فصل الخريف، فهل هو خريف الخليج؟!
فها هو الحصار الأحمق يفعل أفاعيله بشعوب المنطقة فينزع أرواحهم ويترك أجسادهم لقمة مكشوفة لأنياب الأطماع والمصالح السياسية حتى نسوا أنهم بشر بل هم مجرد مخلوقات كانت تعيش على أرض هذه المنطقة وسقطت الأسماء من ذاكرة الزمن في مشهد يؤكد على أن حيوانات الغابة تكون أكثر رحمة من الإنسان عندما يلبس روح الشيطان ويصبح أكثر قساوة على أخيه الإنسان.

فسيلة الحياة

"تزاحمت نظرات فاطمة المدلجة بعبء الذكريات نحو ابنها، كانت تفتح له كتاب العائلة التي تشبعت بقيم الزهد والرضا بالقدر مذ غرست في روحها فسيلة الحياة وسُقيت بغيم الحب والرضا الذي مابرح المكان ولا النفوس. ومع كل صرخة حياة، وبين حبات الطين نما غصن ينبض إخضرارا، فيبعث الحياة من جديد وتتشعب على سقيه جذور، فتتأصل في تربته..."
تسرد فاطمة لابنها ماجد، الذي اسمته على اسم والدها قصة العائلة والوالد الذي غاب عن العائلة، فأصبح في عداد الموتى بعد يأس العائلة في عودته. ولكن تكتشف بمرور الزمن أن والدها لم يمت ولكنه فقد ذاكرته بعد أن سقط من على ظهر راحلته. أنقذه رجل وأخذه إلى بيته. حيث عاش معه بعد أن زوجه أخته التي انجبت ولدا سمي سعيد، فصار طبيبا. هذا الطبيب سيشرف على عملية إنجاب بواسطة الأنابيب لأخته من أبيه فاطمة. فتنجب ولدا سيؤرقه سؤال وجودي عمن يكون وابن من يكون؟

عبدالرحمن بن عوف في عالم الثراء.

يعتبر المال عصب الحياة وقيمة أساسية في حياة الإنسان، والإنسان بدون مال يشعر بالضيق والفقر وسوء المعيشة. فهو وسيلة لتأمين متطلبات الحياة وحفظ كرامته، وهو رزق من أرزاق الله الذي فضل به بعضنا على بعض، كما أن للمال أثراً جلياً في تقوية أواصر العلاقات الاجتماعية وزيادة الصلة وذلك اذا ما أحسن استغلاله وتوظيفه بحيث يتحول الى مصدر لسعادة الإنسان ونعمة إذا أحسنت استغلالها.
والمال مع ضرورته للحياة يعد نعمة عندما يكتسب بالعمل والجد وعندما يتخذه الإنسان وسيلة إلى الإنفاق في وجوه الخير والعمل الصالح والبر والإحسان، وقد يكون نقمة عندما يكتسب بطريق غير شرعي وعندما يستخدمه المرء كوسيلة وأداة للربا وفعل الموبقات.
ويحث الإسلام على كسب المال ومن أجل هذا شرع اﻹسلام ما ينظم التعاملات المالية بين الناس، ومنها طرق كسبه..كالبيع والشراء والزراعة والصناعة والتجارة أو الوظيفة في العمل المباح وغيرها، كما نهى الإسلام عن الطرق غير المشروعة لكسب المال والمتمثلة في: الربا والقمار والنصب واﻻحتيال والغش والتطفيف في الميزان والسرقة واﻻتجار بكل محرم.
وكما أمر الاسلام بالمحافظة على المال وتنميته بالطرق المشروعة أمر أيضا بمعرفة حق الله والعباد في هذا المال، ويحصل له ذلك بالبذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله بسخاء ، فإن في ذلك حياة المجتمع وتضامن أفراده وثبات بنيانه كما أن فيه تربية للإيمان بالاعتماد على الله والتوكل عليه وفيه تزكية للنفوس وراحة للضمير وسكينة للفؤاد.
وفي هذا الكتاب نحن أمام شخصية حررت ذاتها من قيود المال وكانت تطبيقا عمليا لشرع الله في طرق كسب المال وصور إنفاقه، وهو الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف، رضي الله عنه الذي عرف حق الله في المال فرزقه الله من حيث لا يحتسب، وبارك له في ماله فكان عطاؤه عطاء من لا يخاف الفقر وكان الإنفاق والصدقة أحب شيء إليه.
وقد قمت قمت بتقسيم الكتاب إلى أربعة فصول، ففي الفصل الأول نتناول نسب عبدالرحمن بن عوف وصفاته ومناقبه وملامحه الشخصية وأزواجه وأبنائه وقصة إسلامه ورواياته عن النبي صلى الله عليه وسلم ونختتم الفصل بوفاته رضي الله عنه.
وفي الفصل الثاني نلقي الضوء على دوره في بناء الدولة الإسلامية وتقديمه لماله ونفسه في سبيل ذلك دون طمع في جاه أو سلطان، فرغب بنفسه عن الإمارة، وكان مع ثراءه وكثرة أمواله شديد التواضع، عكس البعض من أصحاب الأموال الذين تتحول أموالهم إلى مفسدة عندما يسعون من خلال أموالهم إلى السلطة وبسط النفوذ. وهنا نرى ملازمته للرسول صلى الله عليه وسلم وغزواته معه وإنفاقه على الجيش، ثم بعد ذلك مواقفه مع الصحابة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب حتى إتمام البيعة لعثمان بن عفان.
أما الفصل الثالث فقد تم تخصيصه لدور التجارة في حياة عبدالرحمن بن عوف وأهميتها لديه في تكوين ثروته، مفضلاً ذلك على الاتكال على غيره، وليرسم لنا الطريق في دور العمل في حياة الإنسان وأن الغنى لا يتعارض مع الإيمان. ثم نظرياته في التجارة ومبادئه في ريادة الأعمال وأخيراً نفقاته في سبيل الله وتركته.
ولكي نربط الماضي بالحاضر والتدليل على أن شرع الله يصلح لكل زمان ومكان فقد استعرضنا في الفصل الرابع من الكتاب سمات الأثرياء من خلال خمسة نماذج من أثرياء العالم في العصر الحالي، وفي الحقيقة فإن ذلك ليس لمجرد السرد. أو تناول لقصص الأغنياء ولكن لنرى بعض أوجه الشبه بينهم وبين عبدالرحمن بن عوف في طريقة تكوين الثروات، وإنفاقها حتى يكون في ذلك عبرة ومنهاج لغيرهم ممن يطمحون إلى التحليق في عالم المال والأعمال ليدركوا الواجبات الأدبية والأخلاقية في تكوين الثروات وأهمية الاستثمارات في تحقيق التنمية القائمة على احترام حقوق الفرد والمجتمع.

ملحمة صخرة

قد كنتِ أيتها المومياءُ في الماضي رمزاً لأمتي، لِمَنْ كانوا يعيشون الحُلْمَ ويحملون العَلَمَ الواحدَ لأرضٍ ولغةٍ واحدةٍ. أمةٌ اختفت ملامحها وسط ضبابِ الفوضي.. ضاعتْ معالمها في أمواجِ الهوسِ. تساقطتْ حروفها، وجدنا أنفُسَنا عرايا، بؤساء نتسكَّعُ على أرصفةِ الذكرياتِ في أوطانٍ أخرى، نحملُ جوازَ سفرِ أوطاننا التي تُصارعُ من أجلِ البقاءِ.

ملحة الغدر

تتحدثُ الملحمةُ عن مجموعة من الناسِ كانوا يركبون قارباً للرحيل
من أرضِهم التي َلفَظَتهم بسببِ ظُلْم مَنْ فيها لكنهم يَقَعُوا في خُدْعَةٍ
أخرى وهي أنَّ القاربَ مُتهالكٌ ولم يستطعْ أنْ يتحمل قوةَ الأمواجِ فيغرقُ
كلُ مَنْ على المركبِ إلا شخصٌ واحدٌ هو الناجي الوحيدُ الذي يعاني
الظلمَ مِنْ كل مَنْ حولَه.

ملحمة الضاد

تُصنف ملحمة الضاد ضمن مسرحيات المونودراما وهي مسرحية الشخص الواحد مع وجود بعض الأصوات المتداخلة والتي يتخيل البطل أنها تشاركه الحوار. وقد قام ببطولتها الفنان العراقي الكبير محمود أبو العباس، و تناقش المسرحية بعض المشاكل التي طرأت على اللغة العربية مثل الصراع بين اللغة العربية الفصحى واللهجات التي يستخدمها العرب ويتمثل وجه الصراع في طبيعة التفكير وكيف أن اللهجة العامية أسرع في التفكير ولا تحتاج إلى جهد كبير بينما اللغة العربية الفصحى أعمق في التفكير وأكثر دلالة. ومن المشاكل ايضا إدخال مجموعة من الألفاظ والمصطلحات الأجنبية في اللغة العربية.
ومن داخل غرفة في مستشفى المجانين ينهض أبوالنون، وهو بطل المسرحية، من سريره ويأخذ في النظر إلى الجدران المحيطة به ليجد بعض الحروف تتحرك أمامه وتتداخل في بعضها البعض وكيف أن لكل حرف منها دلالة خاصة.
وفي خضم همومه بحال اللغة العربية وما آلت إليه يتخيل أنه مازال في الفصل وأمامه الطلاب ويبدأ في الشرح ويحاول أن يظهر أن الطرق الصعبة في تدريس اللغة العربية هي السبب وراء قلة استخدامها وعزوف الشباب عن تعلمها وعدم إهتمامهم بها، إلى الدرجة التي أصبحت معها أنها مثل الأظافر الطويلة عديمة الفائدة وقد حان وقت قرضها.
ويعمق أبوالنون هذه الحالة عندما يتخيل زوجته وهي تنصحه ألا يتعب نفسه على اللغة العربية التي هي قيد الاندثار ، والعرب أنفسهم يساهمون في هذا الاندثار بسبب اختلاف اللهجات فيما بينهم، مستدلة في ذلك باختلاف أسماء الحذاء بين أقطار الوطن العربي.
وفي النهاية يعطي البطل طاقة أمل بأن القناعة الوحيدة هي أن اللغة العربية أحسن رداء وأنها جميلة بكل معانيها لأنها لغة القرآن الكريم، وأنها راسخة في الأرض، وكيف أن الغرب يحاولون الآن تعلمها والاقتباس منها بشكل كبير حتى يستفيدوا من حضارتنا وعلومنا.

فوضى عالم المال والأعمال

عزيزي القارئ أتمنى لك قراءة ممتعة لهذا الكتاب الذي يوثق لمجموعة من المقالات التي تناولت فيها بالشرح والتحليل بعض أشكال الفوضى التي يتعرض لها عالم المال والأعمال في قطاعاته ومجالاته المختلفة، والفوضى تعني عدم الاستقرار والعيش في عالم يسوده سحاب الخسائر المادية والمعنوية والإدارية، وإذا تجلت الفوضى في عالم المال والأعمال اهتزت كل أركان الدولة والمؤسسات والهيئات والشركات، لذا حاولت من خلال هذا الكتاب أن اغطي جميع جوانب الهيكل الاقتصادي مؤكداً على أنه حتى إذا تعثر أو مرض نتيجة الفوضى يمكن معالجته، لذا لم تقتصر هذه الموضوعات على المشاكل فقط وإنما قدمت الحلول والاستراتيجية الواجب الأخذ بها للخروج من أزمة الفوضى.
وأخيراً أرجو أن أكون قد وفقت فيما طرحته من قضايا وأفكار برؤية الباحث الاقتصادي الذي لا يركن إلى طرح المشاكل فقط بل يجتهد في المساهمة ببعض الحلول من واقع خبرته الأكاديمية والعملية.

خاطرة قلم

      وجدت نفسي بين عبارات وكلمات نثرتها على طاولتي،،،
وتواردت الخواطر في ذهني وعقلي، حتى رسمت لوحاتٍ وجدانية
                      تجسد تلك الكلمات والعبارات،،
             ورأيت بعد حين أن أجمعها تحت عنوان واحد،،،
                              "خاطرة قلم"
      عنوان أتمنى أن يأخذ صداه في آذان ومسامع الآخرين...

المعركة الحاسمة

يعتبر كتاب المعركة الحاسمة أحدث مؤلفات الكاتب هاشم السيد وهو معالجة جديدة لثورات الربيع العربي حيث يأخذ من شكل الكارتون أسلوباً في الطرح من خلال الحوار بين الأبطال.
والكتاب الذي يقع في 140 صفحة يضم خمسة فصول وصدر عن شركة إيكوميديا للانتاج الفني والإعلامي ويستند إلى رواية كفاية ذل لنفس الكاتب.
ويطرح الكتاب قراءة متعمقة لأحداث الربيع العربي فيأخذنا إلى الوراء منذ هزيمة 1967 وما خلَّفته من ضعف وهوان في جسد الأمة العربية كان نتيجته أن اكتوت الشعوب بنار الذل من الداخل ومن الخارج فتعددت صور القهر على يد أنظمة الحكم المستبدة وضاعت الأوطان وسقطت الهيبة العربية .
وهو ما يؤكده الكتاب أنه رغم نجاح الثورات في اقتلاع الحكام وتغيير الأنظمة إلا أن النجاح الحقيقي هو قهرالعدو الصهيوني وكسر أنفه واسترجاع الكرامة العربية على أرض فلسطين .

ملحمة الغدر

سمعتُ صدى قلبي ينادي .. صديقي، أخي، زوجتي، ابني، أخذتُ أبحثُ من أينَ أتى المنادي، فوجدتُ نفسي أمامهم طفلاً ضعيفاً لم يرتوِ إلا الحبَ من نهرِ أعماقي . لا أعرفُ كيف عشتُ وحيداً في كهفِ أحزاني ..
لماذا يرسمون البسماتِ على وجوههم ويحملون الخنجرَ بأيديهم ؟، هل عليَّ أن أكونَ مستيقظاً طول حياتي ؟، من أنتَ ؟ لماذا وجهك يحملُ رداءَ الغدرِ ترغبُ في قتلِ جسدي أم تنزعُ روحي أم تقطعُ شرياني ؟
هل ترغبُ في رسمِ ركامِ حزنٍ على حياتي و روحي ووجهي ؟، ماذا صنعتُ ليكونَ حظي كلَّ ذلك الغدر ؟ ، هل لأني أحلمُ بالسعادةِ في المنامِ ؟، أم لأني أصنعُ البسماتِ لعلاقةِ حبٍ مع كلِ مَنْ حولي لأراها فوقَ السنامِ ؟.
امتلأَ قلبي خوفاً من غدرِ الزمانِ بعد أن غدرَ بي كلُ من أحببتُ و أذرفتْ عيناي الدموعَ قهراً مِنْ كل مَنْ وضعَ رصاصةً في ظهري لأنَّنِي كشفتُ صدرِي لهم فهذا هو الختامُ.

عناقيد المال

منذ وجود الإنسان على الأرض وهو يكافح من أجل البقاء وأداء رسالة التكليف الإلهي بتعمير الكون الذي استخلفه الله فيه ، واستعان بذلك بكل ما حباه الخالق من موارد ومقومات لتأمين حاجاته وتحسين وضعه الاقتصادي وفي سبيل ذلك عمل على تطوير أساليب الإنتاج والأداء الإداري وتبنِّى السياسات الاقتصادية كما أحدث ثورة في عالم المعلومات، ولقد صاحب هذا التطور ظهور الكثير من الآراء والنظريات والأفكار الاقتصادية لكثير من الفلاسفة والعلماء التي أثبت بعضها جدواه في حين أظهرت الممارسة فشل البعض الآخر.
وبجانب الأفكار والآراء فإن الإدارة تلعب دوراً فعالاً في قيادة دفة اقتصاد أية دولة ومن هنا يتضح لنا خطأ الكثيرين ممن يربطون علم الاقتصاد بالمال والأعمال فقط وهو ربط يشوبه القصور لأن الاقتصاد لا يمكن اختزاله في هذين العنصرين فقط بعيداً عن الإدارة والمناخ الذي يعمل فيه لأنه عملية ديناميكية يتأثر بما يحيط به من أوضاع إقليمية وعالمية ويؤثر فيها.
وقد شكلت الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم عام ٢٠٠٨ منعطفاً تاريخياً في حياة الشعوب ودحضت القول بأن الرأسمالية هي النظام الاقتصادي الوحيد الناجح ولكن ما أفرزته هذه الأزمة من تداعيات وآثار سلبية أكدت أن الرأسمالية لم تعد تعمل من أجل تلبية احتياجات سكان العالم اليوم بعد أن أصبح الفقر المدقع الذي يعاني منه الملايين أحد الخصائص والسمات المميزة للحياة حتى في أكبر الدول المتقدمة .
وبجانب ما ألمَّ بالعالم من جراء هذه الأزمة فإنها جسدت مدى تأثير العولمة الاقتصادية في نقل العدوى إلى جميع دول العالم بدون استثناء والتأكيد على ضرورة مواجهة الأزمة الاقتصادية بصورة جماعية وليس بطريقة فردية، لا سيما بعد أن خرجت أزمات أخرى من رحم الأزمة المالية العالمية مثل أزمة منطقة اليورو التي تهدد بانهيار أكبر الاقتصادات العالمية .كما كشفت عن الصورة الخادعة لهيبة الولايات المتحدة الأمريكية في قيادة حركة الاقتصاد العالمي .
وبرغم ذلك فالصورة ليست قاتمة بالنسبة إلى الجميع فقد عززت الأزمة من الدور الهام لدول الأسواق الناشئة مثل الصين والهند والبرازيل وبعض دول الخليج وخير مثال على ذلك دولة قطر التي استطاعت أن تخرج من هذه الأزمة بأقل الخسائر بل وتحقق معدلات نمو هي الأعلى عالمياً ، كما تعبر الموازنات العامة للدولة والإجراءات الحكومية عن إستراتيجية وسياسة اقتصادية ومالية رصينة تبرهن على رغبة دولة قطر الواضحة في مواصلة السير قدماً في طريق التنمية الشاملة والمستدامة وذلك بفعل الجهود الحكومية والتوجيهات السامية لقيادتنا الحكيمة في دعم قطاعات التنمية بمجموعة من الإجراءات العملية والجدية التي عملت على تجنب البلاد التقلبات العالمية وضمان استمرار معدلات النمو القوية للاقتصاد القطري، هذا بجانب تنويع مصادر الدخل عبر الاستثمارات الضخمة التي يقوم بها جهاز قطر للاستثمار والتي أصبحت محط أنظار العالم وتعمل على تأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة بعيداً عن الموارد التقليدية من النفط والغاز.
وفي الختام أتمنى للجميع قراءة ممتعة لهذا الكتاب الذي يوثق لمجموعة من المقالات التي نشر بعضها ولم ينشر بعضها الآخر، وأرجو أن أكون قد وفقت في ما طرحت من قضايا وأفكار برؤية الباحث الاقتصادي الذي لا يكتفي بمجرد طرح المشاكل ولكن يجتهد في المساهمة ببعض الحلول من واقع خبرتي الأكاديمية والعملية، سائلاً الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

كفاية ذل

تُعتَبر علاقة الأدبِ بالثوراتِ وحركات التحرر وثيقة الصلة على مر العصور ، ولايمكن تجاهلها لأن الأدب بكل أشكاله يلعب دوراً رئيساً في تشكيل الوجدانِ، ويرفده بالأفكارِ، والروئ المرتبطة بحاجاته ويساعده في اتخاذ القرار الصحيح بناء على ما يكوِّنُه من خلفية ثقافية ، فأصبح الأدبُ جزءاً لا يتجزأ من الوعي السياسي والاجتماعي والاقتصادي .
وفي الثورات العربية فإن الأدب كان مُلهماً لها من خلال كشف آلام الإنسان العربي، وحجم المعاناة التي يعيشها في ظل أجواء الفساد والاستبداد، وكذلك عمل الأدب على فضح أساليب القمع والتجويع التي تمارسها أنظمة الحكم وقد تم ترجمة العديد من النصوص الأدبية في صورة أشكال فنية مثل المسرحية، والفيلم، والدراما والغناء فكان لها الأثر الفعَّال في بعث الروح في الشباب العربي وتحفيزه على كسر حاجز الخوف ورفض الذل والمهانة والعمل على تغيير واقع العجز والتخاذل .
وشكلت الثوراتُ العربيةُ حالة استنفار لدى المثقفين وكان لا بد للمثقف العربي من موقف يُعبر عنه لأن المثقفين لسان مجتمعهم وقلبه النابض ودائماً ما تتطلع إليهم الجماهيرُ لمعرفة آرائهم وأفكارهم في مثل هذه الأحداث، لذلك كشفت الثورات العربية عن تناقضات في موقف المثقفين بين من عبَّر بصدق وشجاعة عن رأيه حباً لوطنه، ومن تمادى في ضلالته وتأييد الطغاة خوفاً من سطوتهم وطمعاً في المزيد من المناصب والمال .
وفي خضم الثورات وقف الأدب راصداً لها عن طريق الشعر والنثر والقصة بأنواعها لتتعدد أشكال المعالجة ويكون للأدباء نصيبٌ وافرٌ في إلهاب حماس الجماهير ورسم صورة أفضل لغدٍ مشرقٍ .
لقد كان من مساوئ الحكم الشمولي وحالة القمع التي عاشتها الشعوب العربية أنها جعلت الناس تُسْقطُ العديد من القضايا القومية من اهتماماتها و على رأس هذه القضايا القضية الفلسطينية لأن الحكام العرب كانوا يعملون بكل الطرق على إرضاء إسرائيل وأمريكا حتى يضمنوا الاستمرار في الحكم والانفراد بالسلطة ؛ لذلك فإن هذه الثورات كما تعمل على تخليص شعوبها من القهر والاستبداد سيكون لها أثرها الإيجابي في توحيد الشعوب العربية وإعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية كقضية محورية في الوجدان العربي على ضوء الحكومات الجديدة التي ستخرج من رحم الثورات وتتحرر من التبعية للغرب وأمريكا وتكون أقرب إلى شعوبها وبذلك تكون القضية الفلسطينية هي الرابح الأكبر مع امتلاك الشعوب لحريتها .
والرواية التي بين أيديكم تجمع كل هذه الصور فتأخذنا إلى الوراء منذ هزيمة 1967 وما خلَّفته من ضعف وهوان في جسد الأمة العربية كان نتيجته أن اكتوت الشعوب بنار الذل من الداخل ومن الخارج فتعددت صور القهر على يد أنظمة الحكم المستبدة وضاعت الأوطان وسقطت الهيبة العربية .
وتمتد الرواية لترصد دوافع الثورات العربية التي نعيشها وكيف لعب الإعلام والتكنولوجيا الحديثة دوراً مؤثراً في نجاحها في صورة تكشف مدى تخلف الأنظمة العربية وعدم إدراكها لتأثير وسائل الاتصال الحديثة وخاصة الانترنت في تعبئة الرأي العام ظناً منها أنها بما لديها من قوة ووسائل بطش تستطيع أن تُكممَ أفواه شعوبها وتُغلَّ أيديهم عن الفكر والإبداع .
ورغم نجاح الثورات في اقتلاع الحكام وتغيير الأنظمة إلا أننا نرى أن النجاح الحقيقي هو قهرالعدو الصهيوني وكسر أنفه واسترجاع الكرامة العربية على أرض فلسطين .

نهاية الطريق

عندما شرعت في كتابة هذه الرواية ، وبعد تفكير عميق وعلى غير المعتاد قررت الا أحدد لها بطلاً بعينه والهدف من ذلك أن يسقطها كل من نتشرف بقرائته لها على نفسه لإنها تدور في فلك الحياة الاجتماعية لذا فالطريق في هذه الرواية المقصود به " عمر الإنسان " وهذا الطريق قد يكون فيه من الأمال والألام التي يتعرض لها أي إنسان لأنه في النهاية كائن اجتماعي .
ومن فضل الله على الإنسان أنْ وهبه العقل والجسم والروح وهي مجموعة من الطاقات لم تمنح لأي كائن آخر مجتمعة بهذا الشكل بغية أن يستغلها الاستغلال الحسن ويستعملها في عمارة الكون .
وبجانب هذه الطاقات أختص الله الإنسان بالمشاعر ، وبالرغم من أنَّ البعض ينظر إليها على أنها مجرد عواطف وأحاسيس إلا أنها في الواقع وإن أُحسن توظيفها تتحول إلى طاقات أخرى ، فالفرح مثلاً وهو المظهر الخارجي المعبر عن السعادة لا بد من ترويضه وترشيده لاستعماله في ماهو مفيد . وعلى الجانب الأخر فإن الحزن الذي يجزع أمامه الكثير من البشر ويتوقف تفكيرهم فإنه يعلَّم الإنسان الصبر على المصائب ويزيده يقيناً في الاعتقاد والإيمان بالقضاء والقدر وهو ما يعينه على الشدائد ونوائب الدهر .
كما أن الشعور بالخوف والفشل يجعل الفرد دائماً على علاقة قوية بربه لأنه سبحانه المانح والمانع علاوة على أن هذا الشعور يزيده اصراراً على العمل الجاد والتخطيط لمستقبله وحتى لو فشل مرة يكون ذلك دافعاً لتحقيق النجاح .
ومن المشاعر كذلك الأمل الذي لابد لكل منا أن يجعله رداءً لمستقبله ويحلم بغد أفضل ويثق دائماً أن الحزن إلى زوال وأن الله يجعل بعد العسر يسراً ، فالأمل يولد الطموح الذي يشحذ همة الإنسان وطاقته التي تجعله أقوى من كل المخلوقات .
وبناءً على ذلك لابد أن نُرشِّد نعم الله علينا ونحسن استغلالها لنحقق النجاح في حياتناوهو الهدف الأسمى الذي يتطلع إليه الإنسان لتشعر ذاته بما تصبو إليه من أن تكون في حالة رضا .
كما ينبغي أن يسعى الإنسان أن يكون في حالة توافق نفسي بمعنى أن يوائم بين ما يتطلع إليه من نجاح شخصي وبين التعامل مع الأخرين حتى يكون عنصراً فعالاً في المحيط الذي يعيش فيه .
ولذلك يجب أن يحقق القبول بذاته والإيمان بقدراته وامكاناته التي وهبها الله له ويكون دائماً على صلة بربه وهذاهو أقصر الطرق للنجاح .

همسات الصيف

في حياة اي إنسان مجموعة من المراحل التي يمر بها وخلال هذه المراحل العمرية لايستطيع الإنسان ان يعيش منعزلاً بل إنه يؤثر في المجتمع ويتأثر به. لذلك لابد للإنسان ان يكون على إستعداد تام لمواجهة اي موقف يقابله في حياته والا يجزع لأن الجزع سيحطم معنوياته ويثنيه عن اداء الرسالة التي خلقه الله من أجلها وهي عمارة الكون.
وإستعداد الإنسان يكون بدراسة المواقف التي تواجهه دراسة متأنية والمشورة في إتخاذ القرار ,والأهم من كل ذلك الإستعانة بالله والثقة في معيته والتحلي بالصبر حتى يحسن التصرف لأن الصبر والتفكير السليم هما السبيل الأمثل لعبور الأزمة وتخطي المشكلة.
وتدور أحداث هذه الرواية حول شخصية محورية عاشت المراحل الطبيعية التي يمر بها اي إنسان خلال حياته لكنها تعرضت لبعض المشاكل التي إستطاعت بالصبر والجلد في إتخاذ القرار ان تعبرها.فقد عاشت مريم مرحلة الشباب على القيم والأخلاق النبيلة وأنعم الله عليها بصحبة "فاطمة" التي نشأت على نفس المبادئ والقيم لذلك كانت لها نعم الصديقة في كل ماتعرضت له في حياتها من كرب وهم لاسيما بعد ان تزوجت من شقيق زوجها فأصبحت الصديقة والجارة.
وحيث ان حياة الإنسان لاتدوم على حال واحد فقد طرأت على حياة مريم مع زوجها سالم بعض الأمور التي عكرت صفوها وهي التي كانت تسير كينبوع الماء الصافي عندما وقع ابنهما محمد في المضاربات المالية عبر البورصة وبدلاً من احتراف العمل أخذ في المغامرات من أجل تحقيق مكاسب سريعة دون الدراسة والاستشارة مما أثر عليه في حياته الإجتماعية والدراسية لكن الأسرة إستطاعت إجتيازهذه الأزمة بالصبر والتفكير العقلاني السليم.
وبالرغم من صبر مريم وتحملها في تربية الأبناء وخروجها من كل مشكلة قوية وصلبة إلا ان ما أثر فيها هو رحلة الفراق بعد زواج الأبناء واحد تلو الآخر ثم وفاة الزوج الذي لم يعد لها سواه بعد إستقلال الأبناء بحياتهم لذا ادركت ان حياتها أصبحت بلا هدف وأن النسيان لابد ان يضع رداءه على صفحات الزمن.

موسوعة المصارف القطرية

إن العنصر الإقتصادي أصبح من أهم العناصر التي تعتمد عليها الدول في تقدمها والركيزة الاساسية في جعل الأمة أو الدولة في صفوف الامم المصدرة لأفكارها ورسمها على خارطة العالم . ومن المعروف أيضاً أن القطاع الإقتصادي لأي دولة يتكون من مجموعة من القطاعات الفرعية تليها القطاع الصناعي , والقطاع الزراعي ,والقطاع التجاري , والقطاع السياحي وقطاع الخدمات والقطاع المالي والمصرفي وغيرها من القطاعات الآن .
ويعتبر القطاع المالي والمصرفي في اي دولة من أهم وأبرز قطاعات الإقتصاد الوطني ليس فقط لأنه يتفاعل تأثيراً وتأثراً بمختلف القطاعـات الإقتصادية الأخرى , ولكن لأن لهذا القطاع تأثيراته الإجتماعية التي تمتد إلى مختلف شرائح المجتمع بشكل مباشر , وغير مباشر من خلال المهام التي تقوم بها مختلف المؤسسات والهيئات المالية , وما يترتب على ذلك من نتائح إقتصادية وإجتماعية من جانب العديد من المؤسسات المالية الدولية ومن الشواهد التي تثبت مدى تأثير القطاع المالي والمصرفي على القطاع الإقتصادي ما أحدثته الأزمة المالية العالمية التي أصابت بعض المؤسسات المالية العالمية وأدت إلى إفلاسها من آثار سلبية أصابت الإقتصاد العالمي وإقتصاديات جميع دول العالم بدون إستثناء ولكن بدرجات متفاوتة .
لذا أصبح إلإهتمام بالقطاع المالي والمصرفي لدولة قطر في بؤرة إهتمام المسؤولين في الدولة , وتحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله , ولما كان إهتمام كل الجهات الرسمية وغير الرسمية في الدولة بهذا القطاع أمر طبيعياً من أجل توفير مطالب وإحتياجات المواطنين من الخدمات المصرفية والإئتمانية المختلفة بسهولة ويسر للحفاظ على قوة الإقتصاد القومي وضمان إرتفاع معدلات نموه بإستمرار .
فقد حظي هذا القطاع بإهتمام مبكر ومتواصل من جميع الدول , حيث حقق نقلة نوعية ضخمة قانونية وتنظمية وهيكلية , وعلى نحو جعلت منه واحداً من أكثر القطاعات تطوراً , وكفاءة , وقدرة على التفاعل الإيجابي والسريع مع مختلف التطورات المحلية والإقليمية والدولية من ناحية , والأخذ بأسباب الإندماج في الإقتصاد العالمي من ناحية أخرى .
وقد شهد الإقتصاد القطري تطوراً كبيراً في مختلف المجالات الإقتصادية والإجتماعية خلال السنوات الماضية مدعوماً بسياسة حكومية رشيدة في عهد حضرة صاحب السمو الشيخ / حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله حرصت من خلالها على إنتهاج مبدأ الإقتصاد الحر القائم على قوى السوق , ويتجلى ذلك في الخارطة الإقتصادية للدولة التي جاءت منسجمة مع التطورات الإقتصادية العالمية , وبما يتفق مع مصلحة الإقتصاد القطري , ويتضح ذلك أيضاً من التطور الذي حققه الجهاز المصرفي والمالي القطري والذي يتصف بشدة حساسيته وإستجابته للإنجازات التي حققها الإقتصاد القطري في ظل المتغيرات الإقتصادية الكلية , حيث ساعدت النظم والقوانين والإجراءات التي تم الأخذ بها إلى تعزيز الثقة في النظام المالي والمصرفي لدولة قطر , الأمر الذي مكن المستثمرين من الحصول على خدمات مصرفية كاملة في وقت وجيز , وفي حدود المعقول من الضوابط والقيود القانونية منه إلى تلك القطاعات التي ترمي الخطة الإقتصادية للدول إلى تنويعها , وزيادة دورها في بناء الإقتصاد الوطني لدرجة أن السياسات المالية للدولة كانت موضع الإهتمام العالمي .

نافذة الأحزان

مما لا شك فيه أنه لا يمكن الجزم بأنه يوجد إنسان على وجه الأرض لا يمر بتجارب أو أزمات أو عقبات محزنة خلال مراحل حياته المختلفة ، إما نتيجة لأفعاله وأعماله وإما نتيجة لتفاعله وتعامله مع البيئة المحيطة به ،ويأتي ذلك تصديقاً لقوله تعالى ( لقد خلقنا الإنسان فى كبد) ومما لا شك فيه أيضاً أن البشر في تعاملهم مع هذه الأزمات والمشاكل والعقبات يختلفون ، فمنهم من يتعامل معها بسلبية وعدم اكتراث ، فتتغلب عليه ويكون مصيره الفناء، ومنهم من يتعامل معها بإيجابية وموضوعية وصبر، فيتغلب عليها، أو على الأقل يقلل من أثارها السلبية بإذن الله ، فيكون مصيره البقاء.

موسوعة المصارف الإسلامية

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ؛ ومن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له. مما لا شك فيه أن الإسلام نظام شامل يجمع بين مجالات الحياة المختلفة الدينية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في كل زمان ومكان ،هذا إلى جانب أن الإسلام حافظ على الأموال ، وجعل ذلك احد الأمور الهامة التي أمر بالاهتمام بها وصيانتها و استثمارها في شرع الله. وأنة مما لاشك فيه أيضا أن المصارف أصبحت الآن سمة من سمات العصر الحديث،وظاهرة حضارية مصاحبة للمجتمع المتطور حيث نادراً ما نجد مصارف متطورة في مجتمع متخلف ،هذا إلى جانب أنها أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة الاقتصادية؛ ذلك لأنها تستقطب المدخرات من المدخرين ، وتلبى احتياجات المستثمرين للاستثمار من تكوين مشروعاتهم الاقتصادية.وإذا كان ذلك هو العمل الرئيس والأساسى للبنوك بوجه عام فان هناك من الأعمال الأخرى ما تقوم به هذه البنوك استكمالا لدورها الرائد في تسيير شؤون الحياة الاقتصادية والاجتماعية ولقد اختلفت الآراء في مسألة تحريم بعض الأنشطة التي تمارسها بعض البنوك في العصر الحالي ، الأمر الذي دعا إلى إنشاء بنوك ذات طبيعة إسلامية تعمل وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية الغراء لتقوم بتنفيذ العمليات المصرفية والاستثمارية على أسس ومبادئ إسلامية ولما كانت المصارف الإسلامية بمفهومها التنموي والاستثماري تعد حديثة العهد نسبياً كظاهرة عرفتها الدول الإسلامية فقد كان ذلك أحد الأسباب الرئيسة التي دفعتنا إلى إعداد هذا المرجع لأن ذلك الأمر مازال يحتاج إلى إيضاح وجهد شاق وجهاد كبير، وعمل متواصل وجيل قوى مؤمن بربه من أجل الكشف عن الهوية الاقتصادية الإسلامية وإيضاح الدور الرائد الذي يمكن أن تقوم به البنوك الإسلامية في هذا المجال.

حكايات مصرفية

مما لا شك فيه أن القطاع المصرفي في أي دولة يعد من القطاعات الحيوية التي لها تأثير مباشر على التطورات التي تحدث مع باقي قطاعات الدولة ؛ حيث أنه القطاع المسؤول عن تمويل معظم القطاعات الاستثمارية داخل الدولة ويقوم بتسهيل تعاملاتها الداخلة والخارجة. لذا فإن التطوير المستمر لهذا القطاع والتعرف على المشاكل والمصاعب التي تواجهه والتي يمكن أن تتسبب في انخفاض كفاءته وأدائه سواء منها القديم المتوارث منذ فترة طويلة أو الجديد الناتج عن عدم الإلمام بالمتغيرات التكنولوجيا العالمية التي حدثت في هذا القطاع مثل غيره من القطاعات الأخرى أو عدم القدرة على التكيف مع هذه المتغيرات يعد من الأمور الحيوية التي يجب أن تحظى باهتمام كل المسؤولين الرسميين وغير الرسميين المهتمين بمستقبل البلاد وتطورها. ونظرا لأن المؤلف ممن عملوا في هذا القطاع ومن الغيورين على مستقبل هذا البلد فقد رأى أن واجبة يحتم علية المساهمة الإيجابية في هذا الموضوع من خلال إلقاء الضوء على بعض المشاكل والمعوقات الداخلية التي تعوق أداء بعض عناصر هذا القطاع، والتي يمكن أن يكون لها تأثيراً سلبياً على بعض قطاعات الدولة الأخرى؛ وذلك من خلال هذا الكتاب (حكايات مصرفية)، على أن تتبعه بإصدارات أخرى تتناول موضوعات أخرى خاصة بهذا القطاع. وحكايات مصرفية هي أوراق متناثرة على طاولة مصرفية تبحث عن حقيقة انخفاض مستوى الثقافة المصرفية لدى بعض العاملين في هذا الحقل، لذا فهي تعبر عن خيال قصصي يعكس بعض صور وملامح القطاع المصرفي العربي، وتروي قصص حقيقة جرت في أروقة القطاع المصرفي وهي في محصلتها وجهة نظر شخصية تنبعث عن أبجديات العمل في هذا المجال ، وأمنيات خرجت من عالم الخيال والتمني إلى عالم المصارف العربية لإبراز الايجابيات والإشادة بها وائتقاد السلبيات والتنبيه عنها.

النقود في قطر

عبر عصور طويلة تدرجت المعرفة الإنسانية بالنقود ،حيث بدأت في صورتها الأولى عن طريق المقايضة بالسلع.وعندما تزينت الأرض بحضارات أكثر تقدما لم يستطع نظام المقايضة تلبية تطور المعاملات ، فتفتق الفكر البشري عن إبداع جديد تمثل في اتخاذ المعادن التي تتوفر فيها خاصية عدم التلف والهلاك نقوداً مقبولة من الجميع كوسيلة للتبادل ومقياسا للقيمة .ثم ازدادت المسائل المالية والنقدية تعقيدا مع دخول العملة الورقية وما تبعها من إبداعات حديثة من نقود مصرفية وائتمانية؛حتى أصبحت النقود علما من العلوم يدرس في أكبر المعاهد والجامعات في العالم.

الموسوعة المصرفية القطرية

منذ أن كانت العلاقات المالية بين الأفراد تأخذ شكل المقايضة والتبادل بالسلع إلى أن تطورت المعاملات المالية وأخذت أشكالا فنية معقدة يصعب معرفتها لعموم الناس ، لم تشهد المكتبات القطرية كتابا موسوعياً يضم جميع جوانب الأنشطة المالية في الدولة وبالأخص الجوانب المصرفية، ليعطي القارئ والباحث معلومات عن نشأة النقود والمصارف وتطورهما في دولة قطر. وهذا لا يعني بأن هذه الموسوعة هي الكتاب الوحيد في هذا المجال، فهناك كتب كثيرة تتحدث عن القطاع المصرفي في دولة قطر غير أنها عالجت جانباً أو زاوية من زوايا هذا القطاع الضخم ، كذلك جاءت هذه الموسوعة لتجمع هذه المعلومات في كتاب واحد نأمل أن يساهم في زيادة معرفة القارئ ويصبح مرجعا له في معرفة الصناعة المصرفية القطرية.

خواطر مصرفية

خواطر مصرفية :هي مجموعة المقالات التي نشرتها في جريدة الشرق القطرية ، وهذه الخواطر عبارة عن آراء تفسر وجهة نظر شخصية خرجت عن عالم الخيال والتمني إلى عالم المصارف العربية الذي يتميز بصفات يعلمها الجميع. أقدم لك هذه الأفكار والخواطر وأترك لك حرية الأخذ بها أو رفضها ، ومرددا قول الإمام الشافعي ( رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب)؛ ولكن أملي أن تجد في هذه المقالات ما يدفعك للتفكير بعالم المصارف وما يحتويه من دعائم تستوجب التأمل فيها وهدفي هو الاتصال وبناء جسور الحوار وعرض التجربة بغرض الفائدة العامة. واللــه من وراء القصـــــــد.

للتواصل معنا عبر العناوين التالية

Mob : +974 3363 3455
Tel : +974 4450 2525
P.O.Box : 12203 Doha - Qatar
Email: hashim@halsayed.com

Copyright © Echo Media Qatar